مونتيشياري – فونتانيلي 1947- 1976

" هذه ستكون ساعتي لمنح النعمة "

 

إنّ ظهورات أمنّا العذراء الطوباوية بلقب " روزا ميستيكا " ( الوردة السريّة ) في مونتيشياري في شمال إيطاليا لإمرأة إيطالية متواضعة هي بيرينا غويلي، لها أهمية كبيرة لعصرنا هذا. الهدف الأساسي لهذه الظهورات لأمنّا العذراء الطوباوية هو إصلاح الإكليروس والأديرة. بظهورها مع طفلين من أطفال فاتيما، جاسينتا وفرانسيسكو، في 7 كانون الأول / ديسمبر، 1947 ( الظهور السادس ) في كنيسة الأبرشية، أظهرت أنّ ظهورها بلقب "الوردة السريّة" كان استمراراً لرسالة فاتيما، وقد ألحّت علينا مرة أخرى بأن نصلي الوردية و نؤدي الكفّارة.

الظهور الأول في ربيع عام 1947:

ولِدت بيرينا غويلي في 3 آب/ أغسطس عام 1947، في مونتيشياري وعملت ممرضة في المستشفى هناك. المرة الأولى التي ظهرت لها فيه أمّ المسيح الحبيبة كانت في غرفة في المستشفى في ربيع عام 1947. ظهرت السيدة العذراء سيدة جميلة، كانت ترتدي ثوباً بنفسجياً مع وشاح أبيض يحيط برأسها. كانت حزينة جداً، عيناها ممملوءتان بالدموع التي سقطت على الأرض. كان صدرها مطعوناً بثلاثة سيوف كبيرة. قالت سيدتنا، "الصلاة التوبة الكفارة" ثمّ بقيت صامتة.

الظهور الثاني في 13 تموز / يوليو عام 1947:

ظهرت السيدة العذراء هذه المرة مرتدية ثوباً أبيض مزيّناً بثلاث ورود جميلة: بيضاء، حمراء، وصفراء، والتي سُمِح لبيرينا أن تراها مكان السيوف. الوردة البيضاء تمثل روح الصلاة، الوردة الحمراء تمثل روح التضحية، و الوردة الصفراء تمثل روح الكفّارة والاهتداء. قالت سيدتنا: "أنا أمّ يسوع وأمّكم جميعاً. أرسلني الرب لأحضر لكم تكريساً مريمياً جديداً لكلّ الرهبانيات والجمعيات الدينية للرجال والنساء، وللكهنة في كلّ العالم. أنا أعد بحماية هذه الرهبانيات و الجمعيات الدينية التي ستكرّمني بهذه الطريقة الخاصة، زيادة دعواتهم، والوصول إلى كفاح أكبر من أجل القداسة بين خدّام الله." طلبت السيدة العذراء أيضاً أن يتمّ اللاحتفال اليوم الثالث عشر من كلّ شهر كيوم مريميّ. أن تتلى صلوات خاصة في الأيام الاثني عشر السابقة له. وطلبت العذراء أيضاً أن يتمّ الاحتفال بيوم 13 تموز/ يوليو من كلّ عام إكراماً لها هي الوردة السريّة. لقد أسْمَت نفسها الوردة السريّة وطلبت من الناس أن يتوبوا عن الخطايا المرتكبة ضد الإيمان والأخلاق.

الظهور الثالث في 22 تشرين الأول / أكتوبر عام 1947:

شاهدت بيرينا السيدة العذراء مرة أخرى في مُصلّى (كنيسة صغيرة) المستشفى، بحضور العديد من العاملين فيه، الأطباء، وأناس من المدينة. هذه المرة، طلبت السيدة العذراء أن يتحقق ويطبّق التكريس المرغوب، وقالت: لقد وضعت نفسي كوسيطة بين ابني الإلهي والجنس البشري، خاصة النفوس المكرّسة للرب. لقد تَعِب من الإساءات والإهانات المستمرة، ويريد منذ زمن أن يُقيم عدالته. شكرت بيريتا السيدة العذراء باسم جميع الحاضرين. ختمت السيدة العذراء حوارها بهذه الكلمات:" عيشوا بالحب"!

الظهور الرابع في 16 تشرين الثاني / نوفمبر عام 1947:

ظهرت العذراء في كاتدرائية مونتيشياري بحضور بعض الأشخاص، بينهم عدة كهنة. سمعت بيرينا هذه الكلمات: لم يَعُد الرب قادراً على رؤية الكثير من الخطايا المميتة ضد الطهارة بعد الآن. وهو يريد أن يرسل طوفاناً من العقوبات. لقد تشفعتُ أن يكون رحيماً مرة أخرى! لذلك، أنا أطلب الصلاة والكفارة للتعويض عن هذه الخطايا. أجابت بيرينا على طلب السيدة "بنعم" طوعية. أضافت العذراء الطوباوية: "أنا أطلب بحبّ من الكهنة أن يعبّروا عن حبّهم الكبير ويوقفوا الناس عن ارتكاب تلك الخطايا. كلّ من سيعوّض ويكفّر عن تلك الخطايا سينال مني البركة والنِعم." وفي ردها على سؤال الرائية عمّا إذا كان هناك رجاء بالغفران، قالت السيدة: نعم، طالما أنّ هذه الخطايا لم تعد ترتكب. قالت هذه الكلمات ثم غادرت.

الظهور الخامس في 22 تشرين الثاني / نوفمبر عام 1947:

ظهرت العذراء مرة أخرى في كاتدرائية مونتيشياري بحضور عدة أشخاص، وطلبت أن تقوم الرائية برسم إشارة الصليب بلسانها أربع مرات على الآجرّ في وسط الكنيسة. عندئذ نزلت العذراء فوق تلك البقعة وقالت: أنزل على هذا المكان لأن ّ ارتدادات عظيمة كثيرة ستحدث هنا. وتابعت بصوت حزين: إنّ المسيحيين من شعبك الإيطالي ينتمون إلى الفئة التي توجّه لابني يسوع الإله أكثر الإهانات بسبب خطاياهم ضد الطهارة. لذلك فإنّ الرب يطلب الصلاة، التضحيات السخية، و الكفارة. سألت بيرينا: "ماذا علينا أن نفعل لنتتم طلباتك بالصلاة والكفارة؟" ردت العذراء بغاية الرقة : الصلاة. وبعد توقف قصير أوضحت: الكفارة تعني أن تتقبلوا كل يوم كل الصلبان الصغيرة والواجبات أيضاً ، بروح الكفارة. علاوة على ذلك فقد وعدت على نحو مهيب: " في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر، عند الظهر، سأظهر ثانية هنا في الكاتدرائية. ستكون تلك ساعة النعمة. سألت بيرينا: " أرجو أن تشرحي لي معنى ساعة النعمة." هذه الساعة ستثمر اهتداءات عظيمة وكثيرة. القلوب القاسية والباردة التي تشبه هذا الرخام ستلمسها النعمة الإلهية، وستصبح أمينة للرب بحب مخلص." كانت هذه المرة الوحيدة التي تعلن فيها السيدة العذراء عن ظهورها التالي. كل الظهورات الأخرى حدثت دون إعلان مسبق.

 

السير بيرينا جيلي

الظهور السادس في 7 كانون الأول /ديسمبر عام 1947:

ظهرت العذراء مرة أخرى في كاتدرائية مونتيشياري بحضور ثلاثة أشخاص بينهم الأب المعرّف للرائية. ارتدت السيدة العذراء عباءة بيضاء كان يحملها صبي من الجهة اليمنى وفتاة من الجهة اليسرى.

قالت السيدة العذراء غداً سأظهر قلبي الذي لا يعرف الناس عنه سوى القليل جداً. في فاتيما طلبت أن يُنشر التكريس لقلبي. وتابعت بصوت غاية في العذوبة: أردت أن أحضر قلبي إلى العائلات المسيحية في بوناتي ( قرب بيرغامو، إيطاليا) وبعد توقف قصير أضافت: هنا، في مونتيشياري، أرغب أن أكرّم على أنني الوردة السريّة كما سبق وأشرت إلى ذلك كثيراً، إلى جانب التكريس لقلبي والذين يجب أن يمارسا بشكل خاص في المؤسسات الدينية حتى ينالوا نعماً أكثر من خلال قلبي الأمومي." عندها ائتمنت العذراء بيرينا على سرّ مع الوعد بأنها تستخبرها عن الوقت الذي سيعلَن فيه السر. كذلك أرادت بيرينا أن تعرف من هما هذان الطفلان. أجابت العذراء: جاسينتا وفرانسيسكو، هما سوف يساعدانك في تجاربك ومعاناتك. لقد تعذبا هما أيضاً. أنا أريد منك ذات البساطة والطيبة التي لدى هذين الطفلين. عندئذ فتحت العذراء ذراعيها إشارة إلى حمايتها، رفعت عينيها إلى السماء و اختفت مع الكلمات: المجد لله.

الظهور السابع في 8 كانون الأول /ديسمبر عام 1947:

في هذا العيد العظيم حضر عدد لا يحصى من الكهنة. وقد استطاعت بيرينا الدخول إلى الكاتدرائية بعد جهد كبير. ركعت في وسط الكنيسة تماماً حيث حدثت الظهورات الأخرى. خلال تلاوة الوردية المقدسة، صاحت بيرينا:" آه، العذراء". ساد صمت شديد! ظهرت العذراء على سلّم أبيض كبير، مزيّن بثلاثة ورود بيضاء، صفراء، وحمراء. قالت العذراء مبتسمة : أنا الحبل بلا دنس. وفيما هي تنزل عدة درجات بجلال عظيم تابعت: أنا مريم، الممتلئة نعمة، والدة ابني الإله يسوع المسيح. وفيم هي تنزل أكثر قالت: من خلال قدومي إلى مونتيشياري، أرغب أن أعرَف باسم الوردة السرية ، ورغبتي أن يتم في كل عام في الثامن من كانون الأول / ديسمبر عند الظهيرة الاحتفال بساعة النعمة من أجل العالم. سيتم الحصول على الكثير من النعم الجسدية والروحية من خلال هذا التكريس. إنّ ربنا، ابني يسوع المسيح الإله، سيرسل فيض رحمته إذا صلّى الأشخاص الصالحون باستمرار من أجل إخوتهم الخطأة. على شخص أن يبلغ قريباً جداً الأب الأقدس للكنيسة، البابا بيوس الثاني عشر أنها رغبتي أن تُعلن ساعة النعمة من أجل العالم

وتنشر في العلم أجمع. إذا كان أي شخص غير قادر على زيارة كنيسته لكنه صلّى عند الظهيرة في منزله، فسينال أيضاً النعم من خلالي. أي شخص يصلي على هذا الآجر ويذرف دموع الكفارة سيجد سُلّماً سماوياً آمناً وسينال الحماية والنعمة من خلال قلبي الأمومي الحنون. عندئذ أرت العذراء قلبها لبيرينا وقالت: أنظري إلى هذا القلب الذي يحب البشر جداً لكنّ معظم الناس يمطرونه بالإهانات فقط. إذا اتّحد الأشخاص الجيدون والسيئون في الصلاة فسوف ينالون الرحمة والسلام من خلال هذا القلب. إنّ الرب ما يزال يحمي الصالحين ويكيح عقاباً عظيماً بسبب شفاعتي . ابتسمت العذراء ثانية وتابعت: عما قريب سيدرك الناس عطمة ساعة النعمة هذه. عندما رأت بيرينا أنّ العذراء كانت على وشك المغادرة قالت:" سيدتي الحبيبة، أنا أشكرك! باركي وطني إيطاليا والعالم أجمع، لكن خصوصاً الأب الأقدس، الكهنة، المكرسين، والخطأة." أجابت العذراء" لقد سبق وأعددت طوفاناً من النعم لكل أبنائي الذين يستمعون إلى كلماتي ويحفظونها في قلوبهم . وقد أكّدتْ لبيرينا أنّها ستعود في الوقت المناسب عندما سيتم إعلان السر الذي ائتمنت عليه من خلال السلطة الكنسية. عندها قالت السيدة العذراء "إلى اللقاء"

انسحبت بيرينا إلى دير مختفية عن العالم حيث خدمت في المطبخ منتظرة بصمت قدوم الساعة والتي أتت حسب الوعد بعد 19 عاماً، يوم الأحد الذي يلي عيد الفصح في 17 نيسان/ أبريل عام 1966 في فونتانيلي وهي تجمع مكون من عدد قليل من المنازل المتجمعة والواقعة على بعد 2-3 كم خارج مونتيشياري. وقد حافظت السيدة العذراء على وعدها.

 

فونتانيلي:

عام 1966، بدأت السيدة العذراء سلسلة جديدة من الظهورات عند ينبوع في فونتانيلي، في ضواح مونتيشياري. واقفة عند الينبوع يوم أحد الفصح، لمست الماء بيديها مرتين وقالت لبيرينا:" إنّّ ابني الإلهي أرسلني إلى هنا لأضع قوة شافية في هذا الماء. أريد من المرضى ومن كل أبنائي أن يأتوا إلى هذا البئر العجائبي. يجب على أبنائي أولاً أن يطلبوا الصفح عن خطاياهم وأن يسحبوا الماء بحبّ من البئر." يملأ الحجاج أوعية بلاستيكية بهذا الماء ويأخذونها إلى بيوتهم ويستخدمونها لأغراض علاجية أو دينية. وبناء على طلب القديسة مريم فقد تمّ وبشكل واسع توزيع ميدالية تصوّر مريم الوردة السريّة أمّاً للكنيسة. ويتم تكريم تمثال جميل للعذراء الوردة السريّة يطابق وصف بيرينا في كاتدرائية مونتيشياري وتمثال آخر في كنيسة صغيرة في فونتانيلي.

الأسقف أباتو فرانسيسكو روسّي الذي كان كاهناً في مونتيشياري بين عامي 1949 و1971 مقتنع تماماً بصحة الرؤى

وقد منح البابا بيوس الثاني عشر بيرينا لقاء خاصاً وقبل أن يغادر قال لها:" أرجوكِ صلي من أجلنا أيضاً."

وقبل افتتاح المجمع الفاتيكاني الثاني، حثّ البابا يوحنا الثالث والعشرون في رسالته الرسولية العالم أجمع أن يصلوا من أجل نجاح المجمع، وذلك بإكرام أم الله على أنها الوردة السريّة وبصلاة الوردية لهذه الغاية. وكذلك فقد حثّ البابا بولس السادس في رسالته يوم 5 أيار/ مايو عام 1969 جميع المؤمنين أن يتوسلوا إلى السيدة العذراء في شهر أيار خصوصاً لكونها الوردة السريّة. وقد صرّح في خطابه في المجمع في 21 تشرين الثاني / نوفمبر عام 1964:" نأمل أنه في السنوات القادمة، سيكرّم كل المسيحيين العذراء مريم الطوباوية ويعظموها تحت لقب (الوردة السريّة)."

 

اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، المؤمن مدعو للمساهمة بشكل كبير في هذا التجدد الداخلي. لقد طُلب منا الصلاة من أجل نوايا الأب الأقدس. إنّ الخلاص ممكن فقط من خلال تجديد حقيقي للروح. عبر تاريخ الكنيسة ، الصلاة هي أنّ هذا التجدد يجب أن يبدأ من قادة الكنيسة أو الرعاة ومن ثمّ ينتشر إلى أعضائها، إلى قطيع المسيح.

 

صلاة إلى مريم الوردة السريّة

مريم روزا ميستيكا،

الوردة السريّة،

الحبل بلا دنس.

أمّ ربنا يسوع المسيح،

أمّ النعمة،

أمّ الجسد السري،

أمّ الكنيسة،

لقد نزلت إلى الأرض وطلبت منا نحن أبناءك على هذه الأرض أن نحبّ بعضنا بعضاً،

أن نتّحد ونعيش بسلام...

وطلبت منا أن نمارس المحبة، الصلاة، والكفارة.

نحن نشكر الله من كل قلوبنا أنه أعطانا إياك أمّاً لنا ووسيطة في كل حاجاتنا.

يا مريم الممتلئة نعمة ، أرجوك ساعديني،

أتوسل إليك وامنحيني طلبتي الخاصة.

لقد وعدتنا بحمايتك الأمومية ، أيتها الممتلئة نعمة: " أنا دائماً قريبة جداً منكم، بحبي الأمومي."

أيتها الوردة السريّة ، الطاهرة ، الأم الحزينة ، أرجوك أظهري لي أنك أمي،

يا عروسة الروح القدس ، وسلطانة السماوات والأرض.

آمين.

توفيت بيرينا غويلي في 12 كانون الثاني/ يناير عام 1991