المناولة المقدسة الأولى

زوجتي جوانا ، عندما كان عمرها 6 سنوات

المناولة المقدسة

القربان اللأقدس هو السرّ الذي يحفظ النفس في اتحاد مع الله و يعزز هذا الاتحاد من خلال جعل الإنسان أكثر قداسة و بالأخص في ممارسة فضيلة المحبة الفائقة. و كونه سرّ للأحياء، فلكي ينال الشخص النِعم المرجوة يتوجب عيه أن يكون في حالة صداقة مع الله عند التناول و إلاّ سيكون التناول دينونة له. ( 1 كورنثوس 11 : 27- 28 )

إنّ اتحاد الشخص المتناوِل مع المسيح في القربان فعّال جداً من الناحية الروحية و الأخلاقية. على الرغم من أنّ المسيح موجوداً بشكل محسوس في المتناوِل إلاّ أنّه ليس متحداً معه حسيّاً. إنّ الخبز و الخمر المباركين هما اللذان يكونان متحدين حسيّاً مع المتناوِل كونهما هما فقط اللذان يمكنهما أن يلامسا الأشياء المادية.

إنّ الهدف الأساسي من المناولة هو جعل المتناولين مشابهين للمسيح، حيث تصبح أفكارهم و أعمالهم نتيجة المناولة أكثر مطابقة لأفكار و أعمال المسيح، و تصبح أجسادهم أيضاً أكثر شبهاً بجسد المسيح السرّي.

الهدف الأول من هذا السر هو خلق اتحاد مميز بين المسيح و نفس الإنسان. و المميز في هذا الاتحاد هو أنّ القربان الأقدس ذو قوة كبيرة في منح نِعم فعلية تحثّ الشخص على القيام بأعمال تعبّر عن الحب لله و للقريب. إضافة إلى ذلك تلهم هذه النِعم الإنسان على أن يعتاد على العيش من أجل المسيح حتى في ظلّ الصعوبات الكبيرة، و أن يحبّ ما لا يُحَب و يحثّه على حبّ المجتمع على الرغم من التنوع الكبير فيه.

الهدف الثاني من المناولة هو جعل جسد الشخص المتناوِل ممائلاً لجسد المسيح و ذلك بطريقتين: أنّها تلجم أو تخفف كلّ الميول المنحرفة، خصوصاً تلك التي تكون ضد الطهارة و تؤهلّ الإنسان لقيامة الجسد في اليوم الأخير في المجد السماوي.

و الأثر الأخير للمناولة هو محو ذنوب الإنسان الناتجة عن الخطايا العرضية، و العقاب المؤقت المتبقي بعد غفران الخطايا سواء العرضية أو المميتة.

المناولة الأولى

يقتضي تعليم الكنيسة أن يتقدّم الأطفال للمناولة المقدسة مع سرّ التوبة و الاعتراف عندما يبلغون سنّ التمييز. و قد أصدر لأول مرة من قِبل المجمع اللاتيراني الرابع عام 1215 و لكنّ توقف العمل به لقرون بسبب حملات الينسينية، لكنّ البابا القديس بيوس العاشر أعاد العمل به و شرح مدى أهمية الارتباط بين سرّي التوبة و القربان الأقدس، حيث قال " إنّ سنّ التمييز بالنسبة للإعتراف و المناولة المقدسة هو الوقت الذي يبدأ فيه الطفل بالتمييز و التفكير العقلاني." و هذا يعني بأنّ " المعرفة الكاملة و العميقة بالعقيدة المسيحية ليس ضرورياً من أجل الاعتراف الأول و المناولة الأولى." إضافة إلى أنّ " التزام الطفل بتعالم الكنيسة فيما يتعلّق بالاعتراف و المناولة يلزم أيضاً الأشخاص المسؤولين عنه و هم الوالدين، المعرّف، المعلمين، و الكاهن." ( الإرشاد الرسولي في 8 آب/ أغسطس، 1910)

 

الاعتراف الأول

يقتضي تعليم الكنيسة أن يتقدّم الأطفال ليمنحوا سرّ الاعتراف عند بلوغهم سنّ التمييز. أقر هذا التعليم من قِبل المجمع اللاتيراني الرابع عام 1215 و وثّق هذا القانون من قِبل مجمع ترنت و الذي أدان كلّ من " ينكر التزام كلّ مؤمن مسيحي من كلا الجنسين بالاعتراف مرة واحدة سنوياً على الأقل." و قام البابا القديس بيوس العاشر بتكرار و توضيح هذا التعليم عام 1910 و صرّح الكرسي الرسولي بممارسته عام 1973 منهياً التجارب التي أجّلت التقدم لسرّ التوبة إلى ما بعد المناولة الأولى. " و إنّ هذا التعليم الذي طبّق في الكنيسة الجامعة قد أثمر و ما يزال يعطي ثماراً لخير الحياة المسيحية و كمال الحياة الروحية".