الحبل بالعذراء القديسة مريم

الحبل بلا دنس

من المهم أن نفهم ما الذي يعنيه تعليم الكنيسة عن الحبل بلا دنس وما الذي لا يعنيه. بعض الأشخاص يعتقدون أنّ هذا المصطلح يشير إلى الحبل بالمسيح في رحم العذراء مريم بدون تدخّل أبٍ بشري، ولكنّ هذا يسمى الولادة العذرية (البتولية). آخرون يعتقدون أن القديسة مريم قد حبِلَت بها أمها "بقوة الروح القدس" كما في حالة الحبل بالمسيح، لكنّ هذا أيضا ليس صحيحا.

" الحبل بلا دنس" لا يشير لا إلى الحبل بيسوع ولا إلى الولادة البتولية. هو تعليم خاص في الكنيسة الكاثوليكية يقضي بأنّ العذراء مريم قد حُفظَت بريئة من الخطيئة الأصلية بفعل النعمة الإلهية منذ اللحظة الأولى للحبل بها.

خلال ظهور العذراء مريم في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1830م في كنيسة في شارع دو باك 140في باريس، علّمت الأخت كاثرين لابوري هذه الصلاة: " يا مريم التي حُبِل بها بلا دنس، صليّ لأجلنا نحن الملجئون إليك" أو تُعرف في الترجمة العربية كالتالي: " يا مريم البريئة من الخطيئة الأصلية، صليّ لأجلنا نحن الملجئون إليك".

فالإشارة إلى أنّ مريم قد حُبِل بها بلا دنس الخطيئة يؤيد عقيدة الحبل بلا دنس - ولايتم الخلط بينها وبين ولادة يسوع البتولية ، وتشير إلى أنّ القديسة مريم معصومة عن أي خطيئة، " الممتلئة نعمة " و"المباركة بين النساء"

 ( لوقا 1: 28 ) – والتي أعلِنت بعد أربع و عشرين سنة ، في عام 1854م.

في عام 1854م، وضح الإعلان المقدس للبابا بيوس الحادي عشر، الحبل بلا دنس ، بشكل نهائي الإيمان الذي حملته الكنيسة لفترة طويلة بأنّ العذراء مريم قد حبلت بها والدتها بريئة من وصمة للخطيئة الأصلية . وهذا الامتياز الخاص بالعذراء مريم مستمدٌ من كون الله قد اختارها لتكون أم المخلص، لذلك فقد نالت ثمار الخلاص بالمسيح منذ اللحظة الأولى للحبل بها.

في الظهور السادس عشر للقديسة مريم العذراء في لورد يوم الخميس 25 آذار/مارس 1858م، سألت برناديت السيدة عن اسمها، مكررة السؤال ثلاث مرات. ابتسمت لها السيدة وعندئذ امتلكت برناديت الشجاعة لتسأل السيدة عن اسمها للمرة الرابعة ! فأعطيت الآن هذا الجواب:

" أنا الحبل بلا دنس "

هنا أكدت السيدة العذراء حقيقة كون " الحبل بها بريء من الدنس " مرة أخرى.