سيدة أكيتا (اليابان)

تعيش الراهبة أغنيس كاتسوكو ساساغاوا في بلدة يوزاواداي التي تقع في مكان ناءٍ على الجبل، وتنتمي هذه البلدة الى مدينة أكيتا الواقعة بالقرب من الساحل الغربيّ لجزيرة هونسو اليابانيّة. وبعد خضوع أغنيس لعمليّة الزائدة التي أٌُجريت لها بشكل سيّىء، شُلّ جهازها العصبيّ عندما كانت في التاسع عشرة من العمر. وقُدّر لها أن تبقى بلا حراك لست عشرة سنة تم خلالها نقلها من مستشفى لمستشفى وإخضاعها لعمليّات عديدة. وفي إحدى العيادات، قابلت أغنيس ممرضة كاثوليكيّة صالحة قامت بتعليمها أسس الإيمان. وبفضل هذه الممرّضة أخذت صحّة أغنيس بالتحسّن تدريجياً. ثم أصبحت عضوة في جماعة راهبات مريم العذراء في ناغازاكي. وبعد أربعة أشهر تأزّمت صحّتها مجدّداً وفقدت الوعي لعشرة أيام. وقد وصلت لمرحلة فُقد عندها الأمل. وبالرغم من ذلك شُفيت من جرّاء شربها لمياه لورد التي اعتادت الأخوات في ناغازاكي بعثها لها. وفي عام 1969 قرّرت أغنيس دخول أخويّة خدّام القربان المقدّس. وفي عام 1973 أصبحت صمّاء تماماً. ثم ذهبت للعيش مع الراهبات في مكان ناءٍ في يازاواداي.

بدأت الأحداث غير الاعتياديّة بالحدوث في الثاني عشر من يونيو عام 1973، عندما رأت الأخت أغنيس شعاعاً متألّقاُ ينبعث فجأةً من وعاء القربان المقدّس. وحدث الشيء عينه في اليومين التاليين. وفي الثامن والعشرين من يونيو عام 1973ظهر جُرح على يد الأخت أغنيس اليسرى بشكل صليب. ونزف هذا الجرح كثيراً مسبّباً لها آلاماً مبرحة. وفي السادس من يوليو سمعت الأخت أغنيس صوتاً صادراً من تمثال العذراء مريم المقدّسة الموجود في الكنيسة حيث كانت تصلّي. لقد نُحت هذا التمثال من كتلة خشبيّة واحدة يصل ارتفاعها الى ثلاثة أقدام مأخوذة من شجرة كاتسورا. وفي اليوم نفسه، لاحظ القليل من الأخوات تساقط قطرات دم من اليد اليمنى للتمثال. وفي أحداث أربعة، تكرّر تساقط الدماء. وبقي الجرح في يد التمثال حتى التاسع والعشرين من سبتمبر، ثم اختفى. وفي التاسع والعشرين من سبتمبر، أي في اليوم الذي اختفى فيه الجرح من يد تمثال العذراء مريم، لاحظت الأخوات أن التمثال بدأ "يرشح" خاصّةً على الجبهة والرقبة.

السادس من يوليو عام 1973:

 الرسالة الأولى:

 سمعت الأخت أغنيس صوتاً صادراً من تمثال السيدة العذراء المقدّسة في الكنيسة حيث كانت تصلّي. "ابنتي، المترهبنة، لقد أطعتني جيداً عندما تركتي الجميع يتبعني. هل مرض أذنيكِ مُوجِع؟ ستُشفين من الطرَش، كوني متأكّدة. هل جُرح يدك يسبب لك المعاناة؟ صلّي لإصلاح خطايا الرجال. إن كلّ شخص في هذه الجماعة يُعدّ ابنةً لا يمكن استبدالها. هل تتلين صلاة خُدّام القربان المقدّس جيداً؟ دعينا إذاً نصلّيها معاً: "يا قلب يسوع الأكثر تقديساً، المتواجد حقاً في القربان المقدّس إني أكرّس جسدي وروحي ليكونا بمُجملهما واحداً مع قلبك الذي يُضحّى به في كل لحظة على كلّ المذابح في العالم ويتمّ من خلاله تمجيد الآب، التماساً لمجيء ملكوته". أرجوك تقبّل هذه الصلاة المتواضعة منّي. استخدمني بمشيئتك لتمجيد الآب وتخليص الأرواح. "يا والدة الله الأكثر قداسة، لا تدعيني أبتعد عن ابنك المقدّس. أرجوكي احمني ودافعي عني كطفلة لكِ". آمين.

الثالث من أغسطس عام 1973:

الرسالة الثانية:

"إن كنت تحبين الرب، أصغي لما سوف أقوله لك. إنه مهمٌّ جداً وستقومين بنقله الى رئيس الرهبان. إن الكثير من الرجال في هذا العالم يُحزنون الرب. أرغب من الأرواح أن تواسيه لتخفّف غضب الآب السماويّ. فهذا ما أتمناه مع ابني من أجل الأرواح التي ستُصلح من خلال المعاناة والفقر الذي ستقع فيه من جرّاء الخطايا ونكران الجميل. ولذلك، سيعرف العالم غضبه، فالآب السماوي يستعدّ لمعاقبة الجنس البشريّ. لقد حاولت كثيراً التدخّل لتهدئة غضب الآب. وحاولت تجنّب المآسي القادمة، عن طريق تقديم معاناة ابني على الصليب له ودمه الغالي، والأرواح المحبوبة التي واسته مشكلةً جماعة من الأرواح المضحّية. إن الصلاة، والكفّارة والتضحيات الجريئة من الممكن أن تهدئ من غضب الآب... وحتى في الجماعة الدنيويّة إن الصلاة ضروريّة. إن الأرواح التي ترغب بالصلاة هي في طريقها للتجمّع مع بعضها البعض. ومن دون إعارة الشكل الانتباه، كونوا مخلصين ومتحمّسين في صلاتكم لتهدئة الرب".

الثالث عشر من أكتوبر عام 1973:

 الرسالة الأخيرة:

"هل لديك شيء ترغبين بالسؤال عنه؟ اليوم سأتحدّث إليك بصوت حيّ للمرة الأخيرة. ومن الآن وصاعداً ستطيعين المرسل إليك (الأب ياسودا) ورئيسك. ابنتي العزيزة، أصغى جيّداً لما سأقوله لك. ستقومين بإخبار رئيسك. كما أخبرتك، إن لم يحسّن الرجال أنفسهم ويتوبوا سيُبلي الآب الإنسانيّة بعقاب مريع. وسيكون العقاب أعظم من الطوفان بشكل لم يره أحد من قبل. ستتساقط النيران من السماء وتُبيد جزءاً كبيراً من الإنسانيّة، الصالح فيها والطالح، لن يُستثنى منها الرهبان أو المخلصين. والناجين سيجدون أنفسهم وحيدين بائسين يتمنّون الموت. وسيبقى السلاح الوحيد المسبحة ورسم إشارة الصليب. اتلوا كلّ يوم صلاة الورديّة. ومع الورديّة صلّوا للبابا، المطارنة، والرهبان. "إن عمل الشيطان سيتخلّل حتى الى الكنيسة بطريقة سيرى الناس من خلالها الكاردينالات يعارضون بعضهم البعض، وكذلك بالنسبة للمطارنة. إن الرهبان الذين يبجّلونني سيُحتقرون ويقاوَمون من قبل زملائهم... وستُنهب الكنائس والمذابح؛ وستمتلئ الكنيسة بأولئك الذين يقبلون التسوية المذلّة وسيضغط الشيطان على الكثير من الرهبان والأرواح المكرّسة لترك خدمة الله".

ومن الملاحظ أن التحذير ذلك مشروط. لم تقل أن العقاب سيأتي حتماً؛ سيحدث فقط إن: " لم يتوب الرجال ويحسّنوا من أنفسهم". وبالرغم من أن هذا قد يبدو جدّياً ومحزناً إلا أنّه لا يمكننا التغاضي عن هذا التحذير. في أبريل من عام 1984 أعلن مطران نيغاتا الموقّر جون شوجيرو بعد تحريّاته الواسعة أن الأحداث التي حصلت في أكيتا، اليابان هي أحداث خارقة للطبيعة، وأُقرّ في جميع الأبرشيّات تبجيل أمّ أكيتا المقدّسة. وقد قال: "إن رسالة أكيتا هي رسالة فاطيما". وفي يونيو من عام 1988 ، منح الرسول من " لجنة رجال الدين لمبدأ الإيمان" جوزيف كاردينال راتزينغر، من مدينة الفاتيكان الحكم الحاسم بأحداث أكيتا والرسائل الموجّهة فيها كأحداث موثوق بها وتستحق تصديقها.

"لم تمنح المحكمة البابويّة موافقتها سواء على الأحداث أو الرسائل الموجهة في أكيتا".

  

صلاة القربان المقدّس لأكيتا

يا قلب يسوع الأكثر قداسة، الموجود حقاً في القربان المقدّس،

إني أكرّس جسدي وروحي ليكونان واحداً مع قلبك،

الذي يتم التضحية به في كل لحظة على المذابح في العالم تمجيداً للآب،

والتماساً لمجيء ملكوته.

أرجو أن تتقبّل منّي هذه الصلاة المتواضعة. استخدمني بمشيئتك من أجل مجد الآب وتخليص الأرواح.

يا والدة الله الأكثر قداسة، لا تدعيني أبتعد عن ابنك المقدّس.

أرجوكي احمني ودافعي عنّي كطفلة لكِ.

آمين

هذه الميدالية تحوي مباركة وصلاة للأخت أغنيس كاتسوكو ساساغاوا

 

صنعت في اليابان/ من النحاس الأصفر والفضّة/ 400 ين

 

Francis Tetsuya Kobayashi
B-612,2174, KOYOCHO, TOKOROZAWA CITY,SAITAMA, 359-1103, JAPAN