سِمعان القيرواني

 

يوم العيد: 1 ديسمبر

سِمعان القيرواني

اسم عبراني معناه "مستمع" وهو:
سمعان القيرواني وكان من قريني ليبيا ولذا يجب أن يكون لقبه القريني Cyrene أو القوريني، فاسم المدينة بالعربية هو "قوريني" أو "قورينا"، واسمها الحالي هو "شحات". ومن الجدير بالذكر أنه بالتأكيد ليس من "القَيْرَوَان" (قيروان Kairouan) المدينة التونسية، والتي أنشأها عقبة بن نافع القائد الإسلامي عام 670 م.
وسمعان هو الرجل الذي أجبره الجنود الرومان على حَمْل صليب المسيح عندما سقط تحته (متى 27: 32؛ مرقس 15: 21؛ لو 23: 26)، حيث كان آتيًا من الحقل أو الريف country.
وهو أبو الكسندر وروفس المعروفين في الدوائر الكنسية في رومية (مرقس 15: 21؛ رومية 16: 13؛ أع 19: 33)، أي كانا من المؤمنين هناك.
«سَخَّرُوا رَجُلاً ... هُوَ سِمعَانُ القَيرَوَانِيُّ ... لِيَحمِلَ صَلِيبَهُ» ( مرقس 15: 21 )
لقد حمَلَ سمعان الصليب لدقائق معدودة. لكن أُضيف إليه شرف يتجاوز الدقائق والسنين والقرون. فيا للشرف أنه حمَلَ الصليب خلف يسوع! ويا للشرف أن يَرِد اسمه في بشائر ثلاث في كلمة الله! وأن يقرأ اسمه، ويعرف قصته، كل مَن يقرأ قصة الصلب في البشائر، على مدى نحو ألفي عام من عمله هذا!!
صحيح كان الصليب ثقيلاً على سمعان ليحمله، وكان عاره أثقل. لكن إذا كان سمعان هذا آمن وخلص، فما هي الآلام التي احتملها، إلى جوار العزاء الذي هو فيه الآن، والمجد الذي سيكون من نصيبه إلى أبد الآبدين؟ وكم من آلاف وملايين مِن بعد سمعان حملوا الصليب خلف يسوع! كم من أشخاص تحمَّلوا العار والهُزء والتعب بسبب اعترافهم بالمسيح! لكن موسى في يومه حسب ”عَارَ المَسِيحِ“ غنى أعظم من خزائن مصـر، لأنه كان ينظر إلى المُجازاة ( عب 11: 26 )، وبولس الرسول قال: «فإِنِّي أَحسِبُ أَنَّ آلامَ الزَّمانِ الحاضِرِ لا تُقاسُ بالمجدِ العتيدِ أَن يُستعلَنَ فينا» ( رو 8: 18 ).
لقد بدأت علاقة سمعان بالمسيح بالسُخْرَة والألم، إذ كان آتيًا من الحقل وراجعًا إلى بيته، واضطره الجُند الرومان المُسَخِّرون للعودة من حيث أتى. وما أشق مأمورية كهذه على النفس! لكن كم من ربح وصل إلينا عن طريق الخسارة؟ هناك مَن تبدأ علاقتهم مع الله في السجن، فيعرفون الحرية الحقيقية حين يُحرَمون من الحرية العادية. وهناك مَن يعرفون معنى الحياة الحقيقية في ظروف الأمراض الخطيرة، أو أمام مشاهد الموت. نعم ما أكثر مَن تبدأ علاقتهم بالمسيح - كما حدث مع سمعان القيرواني - من هذه النقطة: نقطة الألم والتعب والدموع والأحزان.
بالنسبة لسمعان، فقد حمَل أولاً الصليب، ثم استفاد منه؛ وبالنسبة لنا، فنحن أولاً نستفيد منه، ثم نحمله!
ولكن ما الذي نقصده بحمل الصليب؟ أن نلبس صلبانًا ذهبية على صدورنا ليس هو حمل الصليب، فهو أمر لا يُكَلِّف شيئًا، بل البعض يتَّخذه أسلوبًا للتزين. أما حمل الصليب الحقيقي فهو أن ننتهي من هذا العالم الذي صلَب سيدنا ( غل 6: 14 ). وبهذا فإننا نقبل أن نحمل العار كل يوم، ونتبع المسيح.
وأُقدِّم هنا سؤالاً للتفكير: إن كان سمعان القيرواني قد آمن بالمسيح، كما نعتقد، فهل يكون سمعان هو الذي حمل الصليب بدل المسيح، أم أن المسيح هو الذي حمل الصليب من أجل سمعان؟.